الشعر إحساس لا يُباع- ابن كحلة ينتقد بيع القصائد ويُشيد بالإبداع الحالي.

استنكر الشاعر السعودي البارز، صالح بن كحلة، سلوك بعض رفاقه من الشعراء الذين يقدمون على بيع روائعهم الشعرية مقابل المال الزائل، مؤكدًا بكل حزم أن الإحساس المرهف والكلمات الصادقة لا تقدر بثمن، ولا يمكن التفريط فيها حتى لقاء كنوز الدنيا.
وفي حديث خص به جريدة «الرياضية»، صرح ابن كحلة قائلًا: «لم يحدث أبدًا أن عُرض عليّ شراء قصيدة من قصائدي المتواضعة، أو أن أتقاضى أجرًا مقابل كتابة نص في أي مناسبة، سواء كانت عامة أو خاصة. ومع ذلك، أسمع بين الحين والآخر عن بعض الزملاء الذين تدفعهم ظروف الحياة وصعوباتها إلى بيع نتاجهم الشعري. هذا الأمر، في نهاية المطاف، شأن يخصهم وحدهم. شخصيًا، أؤكد أنني، ومعي ما يقرب من 90 في المئة من زملائي، نرفض رفضًا قاطعًا مثل هذه الممارسات، على الرغم من علمنا بوجودها، ولكنها تتم في الخفاء بعيدًا عن الأعين، بين الشاعر والمشتري. هذا الأمر قد لا يقلل بالضرورة من قيمة الشاعر، ولكن أسلوبه الشعري يبقى مكشوفًا وواضحًا لدى المتذوقين للشعر الأصيل. يجب على هؤلاء الشعراء أن يخجلوا من أنفسهم، فالقصيد هو تعبير عن إحساس صادق لا يمكن بيعه أو شراؤه».
وأكد ابن كحلة بكل ثقة أن الشعر يعيش أزهى عصوره، ويشهد قمة تألقه، مشيرًا إلى أن الساحة الأدبية تعج بالمبدعين والموهوبين من الجيل الصاعد الذي يحمل راية الشعر ويحافظ على وهجه.
وأضاف بحماس: «الشعر باقٍ، وما زال ينبض بالإبداع والتميز. ومع ذلك، هناك مقولة قديمة أصبحت أسطوانة مشروخة تردد باستمرار أن الشعر قد توقف وتجمد بعد جيل التسعينيات الميلادية. هذا الكلام عارٍ عن الصحة تمامًا، ولا يمكن قبوله أو تصديقه، لأن من يروجون لهذه الفكرة هم المستفيدون من ذلك الجيل. أما الحقيقة فهي أننا نعيش الآن ذروة الإبداع الشعري، ونشهد ظهور أسماء لامعة ومواهب فذة. بصراحة، أرى أن الشعر يتقدم درجة في سلم الإبداع كل عشر سنوات».
وأشاد ابن كحلة ببرنامج «المعلقة»، مؤكدًا أنه أنصف الشاعر القطري المرموق، صالح النشيرا، وقدم للساحة الأدبية موهبة واعدة هو ناصر الحمادين.
وأوضح قائلًا: «صالح النشيرا شارك في إحدى المسابقات الشعرية التي تعتمد على تصويت الجمهور، ولم يحالفه الحظ بالفوز بالمركز الأول. ولكن في برنامج «المعلقة»، الذي يعتمد على جودة الشعر فقط، وبعيدًا عن تأثير الجماهير، أنصفته لجنة التحكيم الموقرة، واستحق بجدارة المركز الأول، لأنه قدم شعرًا حقيقيًا مفعمًا بالابتكار والإبداع. بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن إغفال دور زميله ناصر الحمادين، الذي شارك في النسخة الثانية من البرنامج، وهو من الأسماء اللامعة والمعروفة في الساحة الشعرية، وقد توج مسيرته الشعرية المميزة بلقب «المعلقة» في النسخة الثانية».
وعن مشاركته المحتملة في البرامج الشعرية المتخصصة، قال ابن كحلة: «بصراحة، أفكر جديًا في المشاركة في برنامج «المعلقة»، الذي يركز بشكل أساسي على جودة الشعر، ويتجاهل تصويت الجمهور. وهذا في حد ذاته كافٍ لضمان نجاح البرنامج، الذي نجح بالفعل في إخراج جيل جديد من الشعراء الموهوبين بعد النسختين الأولى والثانية».
